صندوق التنمية الزراعية في السويداء.. مبادرة نحو الاكتفاء الذاتي والتنمية المستدامة

أطلقت نقابة المهندسين الزراعيين في السويداء، مبادرة تمثلت في تشكيل “صندوق التنمية الزراعية”، في خطوة تهدف إلى تحويل الجهود الزراعية الفردية إلى عمل مؤسسي منظم يسهم في تحقيق الأمن الغذائي وتعزيز التنمية المستدامة، مع الحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة.

تأتي هذه الخطوة بعد قيام اللجنة المختصة في النقابة بوضع النظام الداخلي للصندوق، ليكون الإطار الناظم لانطلاق المشروع. حيث يحدد رأس مال الصندوق وفقاً للعوائد والاستثمارات ومصادر التمويل المتنوعة، التي تشمل الهبات والمساعدات والمساهمات من المستثمرين والمنظمات الداعمة، إضافة إلى العائدات الناتجة عن استثمار أموال ومشاريع الصندوق.

يقول المهندس الزراعي فادي الشعار، أحد المشاركين في إعداد المبادرة، في حديثه مع #الراصد: “الفكرة هي إنشاء صندوق للاستثمار الزراعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي. لاحظنا خلال الفترة الماضية وجود فائض في إنتاج بعض المحاصيل مثل البندورة والإجاص، لذلك نتجه حالياً نحو التركيز على المحاصيل الاستراتيجية كالقمح، والتوسع في الزراعة المروية باعتبارها أكثر استقراراً وضماناً للإنتاج “.

ويرى الشعار أن المبادرة لاقت تفاعلاً واسعاً من المهندسين الزراعيين والمغتربين والمستثمرين المهتمين بالقطاع الزراعي، مشيراً إلى أن “فكرة الصندوق جاءت لتوحيد الجهود وتنظيمها بحيث لا يكون العمل مجرد مبادرات وقتية أو عشوائية، بل مخططاً ومدروساً ضمن أولويات واضحة”.

ويضيف؛ أن مهندسي السويداء سيكون لهم الدور الأكبر في تنفيذ مهام ميدانية تشمل إحصاء الآبار وتحديد احتياجاتها، وتقييم المساحات القابلة للزراعة، واختيار المحاصيل المناسبة لكل منطقة، إلى جانب الإشراف الفني على المشاريع بالتعاون مع الدوائر الحكومية المعنية.

من جهته، يوضح الدكتور بيان مزهر للراصد، الذي أشرف على إعداد النظام الداخلي للصندوق، أن هدف النقابة من إنشاء الصندوق هو تحقيق الاكتفاء الذاتي والوصول إلى الأمن الغذائي عبر شراكة فاعلة بين المزارعين والمستثمرين. ويقول: “يهدف الصندوق إلى تعزيز النهج التشاركي من خلال تقديم قروض ميسّرة وتسهيلات للمشاريع الزراعية، مع التركيز على ترشيد استخدام الموارد الطبيعية والحفاظ على البيئة”.
ويبيّن مزهر أن نجاح المشروع يعتمد على آليات عمل واضحة تبدأ بتأمين مصادر تمويل مستدامة، مروراً بتشكيل لجان لدراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع وطرحها على المستثمرين، وصولاً إلى تشكيل فرق فنية للإشراف الميداني على التنفيذ ومتابعة النتائج.
ويضيف: أن “النهج التشاركي بين المزارعين والمستثمرين والصندوق هو مفتاح النجاح، خاصة في ظل وجود اهتمام واضح من الراغبين بدعم المبادرة والمشاركة فيها.”

يأمل المهندسون الزراعيون القائمون على هذا المشروع أن تفتح هذه المبادرة آفاقاً جديدة أمام الزراعة في السويداء، لتصبح أكثر تنظيماً واستدامة، وتعيد لهذا القطاع مكانته كمحرك أساسي للاقتصاد المحلي ورافد رئيسي للاكتفاء الذاتي